خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

غزة تخوض حرباً جديدة.. معركة الإعمار وتثبيت الإنسان في أرضه

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أسامة أبو الرب

مع دخول الهدنة في غزة أسبوعها الثاني، يجب الاستعداد لمعركة جديدة، هي الأكبر والأخطر، وهذ الحرب يعني عدم النجاح فيها الانتصار المؤكد لليمين الإسرائيلي.

هذه الحرب هي معركة إعادة الإعمار.

ليس سرا أن الهدف الأساسي الذي وضعه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو تفريغ غزة من سكانها، عبر جعلها بقعة غير صالحة للعيش الآدمي، مما يضطر أهلها إلى مغادرة القطاع.

أدت 15 شهرا من العدوان الإسرائيلي إلى استشهاد حوالي 47 ألف فلسطيني، وجرح 112 ألفا. وهناك حوالي 10 آلاف جثة ما زالت تحت الأنقاض.

عدد سكان قطاع غزة كان حوالي 2.3 مليون نسمة قبل 7 أكتوبر، تشير معطيات إلى أن حوالي 300 ألف قد غادروها منذ 7 أكتوبر وحتى سيطرة الاحتلال على معبر رفح. هذا يعني ان عدد سكان القطاع حاليا قد انخفض إلى قرابة 1.9 مليون.

خلف العدوان أكثر من 42 مليون طن من الأنقاض، وتم تدمير 60% من المباني في غزة.

وفقا لمعطيات بحثية فسنحتاج إلى 10 سنوات لإزالة 42 مليون طن من الأنقاض في غزة، في حال بدأنا بهذه العملية الآن، مع توفير التمويل والمعدات.

تدمرت 70% من الأراضي الزراعية، ونفس النسبة من الطرق. وأصبح 9 من كل 10 فلسطينيين في غزة مهجرين.

في أكتوبر الماضي قال تقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية إنه إذا انتهت الحرب فقد تحتاج غزة إلى 350 عاما لكي يعود اقتصادها المتعثر إلى مستواه قبل الحرب.

وأضاف التقرير «بمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فإن العودة إلى الوضع الذي كان قائما قبل أكتوبر 2023 لن تضع غزة على المسار اللازم للتعافي التنمية المستدامة. إذا عاد اتجاه النمو المسجل خلال الفترة بين عامي 2007 و2022، والذي كان يبلغ 0.4 في المئة بالمتوسط، ستحتاج غزة إلى 350 عاما لكي تعود إلى مستويات الناتج المحلي الإجمالي المسجل عام 2022».

نتنياهو يراهن الآن على اضطرار سكان غزة إلى تركها، فلا أحد يستطيع أن ينتظر 350 عاما حتى يوفر العلاج والتعليم والسكن لأبنائه، فلا تعليم ولا صحة، وفي هذه الحالة فإن الهجرة من غزة ستصبح خيارا وحيدا أمام الفلسطينيين.

لذلك على العالم مواجهة مسؤولياته، فوضع غزة الحالي ودمارها ليس مشكلة محلية، بل هو نتيجة وجود إسرائيل ورفضها إقامة دولة فلسطينية مستقلة، توفر الرعاية لشعبها، وتعيد الذين تفرقوا في الشتات إلى أرضهم.

يريد نتنياهو أن يهجر من في غزة إلى مصر، ومن في الضفة الغربية إلى الأردن، وهو أمر لا يمكن القبول به.

جلالة الملك عبدالله الثاني أعلنها في سبتمبر الماضي بكل وضوح للعالم، أن الأردن لن يكون وطنًا بديلا للفلسطينيين، وقال «هؤلاء المتطرفون، الذين يروجون باستمرار لفكرة الأردن كوطن بديل. لذا دعوني أكون واضحًا تمامًا: هذا لن يحدث أبدًا. ولن نقبل أبدًا بالتهجير القسري للفلسطينيين، فهو جريمة حرب».

في خطابه في الأمم المتحدة دعا جلالة الملك المجتمع الدولي إلى إنشاء آلية حماية للفلسطينيين في جميع الأراضي المحتلة. هذه الحماية يجب أن تشمل الاقتصاد، وعلى العالم توفير أموال إعادة الإعمار.

على إخواننا الفلسطينيين الحذر، فالجزء الأول من الحرب انتهى، ولكن معركة إعادة الإعمار قد بدأت للتو، وحتى لا تذهب تضحيات شهداء غزة سدى، يجب أن يكون الهدف الحفاظ على وجود أهل غزة فوق أرضها.

الحجر يعوّض، وما تهدم من بناء يمكن إعماره، ولكن الإنسان الفلسطيني إذا تم تهجيره من أرضه فلن تسمح له دولة الاحتلال بالعودة، وهذا يعني انتصار إسرائيل.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF